الفلل السياحية ،، استثمار ورفاهية ومخاطر مخفية

بقلم  الرائد : عماد أبو بكر

في الوقت الذي تنهمك جهود الدفاع المدني بالتعامل مع مخاطر فصل الصيف المتعددة وأهمها وأوسعها ذلك الوحش الذي ينال من غطائنا النباتي ويشوه طبيعتنا الخلابة، حرائق الأعشاب والأشجار، ومع جهود طواقم الوقاية والسلامة العامة في تطبيق اجرائاتها الوقائية في أماكن التنزه ومدن الألعاب والمسابح العامة، تبرز الفلل السياحية الخاصة كخطر أخر إضافي يؤرق طبيعة العمل الشاقة عادتاً على الطواقم الميدانية ومنظومة العمل الشاملة في فصل الصيف .

الفلل السياحية أو ما يعرف عند البعض “الشاليهات” باتت على قائمة الخيارات الترفيهية في فلسطين نظراً لتوفر وسائل الراحة مع العائلة مع وجود مخصصات ترفيهية أخرى بداخلها مما يجعلها خياراً متوقعاً للبعد عن ضوضاء المرافق الترفيهية العامة ولهذا فهي بانتشار متواصل وفي معظم المحافظات .

بعد أن لاحظ الجميع عدداً من الوفيات حدثت داخل الفلل السياحية بالسنوات الأخيرة، اعتمد مجلس رئاسة الوزراء ومنذ وقت لا بأس به  نظاماً عاماً لترخيص هذه الفلل السياحية يربط كل جهات الاختصاص من وزارة السياحة والحكم المحلي مع الدفاع المدني بهدف رئيس هو تعزيز اشتراطات الوقاية والسلامة بداخلها خاصة بالمسابح الداخلية والمناطق المحيطة بها .

ولكي نتسلسل بهذا المقال ونكون معاً على نفس الخط، فأن أكثر من يستفيد من هذه الفلل السياحية هم أنفسهم أصحابها عطفاً على المردود المادي الجيد مقابل تأجيرها للمواطن، وهنا ننصحهم وبعد الأنفاق الكبير على تجهيزها وجذب المواطنين لها، ألا تستحق إجراءات الوقاية بداخلها جزءا معقولاً من هذا الأنفاق! ولنتحدث بنظام المصلحة هنا، أليس وقوع حدث مؤسف يؤدي إلى أذى أو حالة وفاة بداخل هذه الفلل  يقلل من طلبها ويصعب من تروجيها مجددا …!

ولكي نستمر في هذا التسلسل، فأن هذه الفلل وجدت من أجل رفاهية المواطن، والذي عليه مسؤولية كبيرة في مراقبة أطفاله بداخلها وان يكون قد أمن كل الطرق التي تؤدي إلى المسابح لمن هم أقل من 12 عام دون وجودهم، وأن يستغلوا هذه الأوقات الترفيهية دون خطر قد يعكر صفو هذه الرحلة العائلية وتنقلب إلى أحزان تحمل معهم لسنين طوال .

والتسلسل الأخير في سعينا للحد من المخاطر داخل الفلل يأتي بدور مؤسسات الدولة، والتي كما ذكرت سلفا قد أعدت لائحة قانونية تنفيذية لترخيص عمل هذه الفلل، واشترطت من خلالها على أصحاب الفلل السياحية الحصول على شهادة سلامة عامة من الدفاع المدني الذي بدوره أعد اشتراطات للحصول عليها من أهمها توفير نظم إنذار للحريق وأنظمة إطفاء يدوية وحقيبة إسعاف أولي، كما اشترط وجود حواجز حول المسابح الداخلية لمنع وصول الأطفال لها مع توفير إشارات إرشادية لعمق المياه ووجود عصا إنقاذ وعجلات نجاة وتطهير المياه بشكل دوري على ان تكون المنطقة المحيطة بالمسابح مانعة للانزلاق .

أن رقعة المخاطر تتسع ومواكبة الدفاع المدني لها في تطور مستمر، و الأساس التصرف بحرص ومسؤولية من المواطنين للحد من هذه المخاطر ليس فقط بالفلل السياحية ولكن بمختلف أماكن التواجد، فعبث طفل بحرق إعشاب جافة أو رمي أعقاب السجائر قد يكلف عمل متواصل من طواقم ومركبات إطفاء وتنكات تزويد بالمياه  بمناطق زراعية بعيدة ولعدة ساعات .